عربي ودولىمقالات الرأى

تقارير ومتابعات

العواصف الرملية ومتابعة الاسرة العربية

تقارير ومتابعات  (الاسرة العربية)

العواصف الترابية والرملية في دول الشرق الأوسط

كتب / هيام عبد العزيز 

تتعرض مصر كغيرها من دول شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط للعواصف الرملية والترابية وموجات الغبار التي تؤدي أحيانا إلى توقف الحركة في العديد من القطاعات،

وتخلف وراءها حوادث وأضرارا واسعة النطاق، وتحديات صحية، وبيئية، واقتصادية، تدفع الدول للبقاء في حالة تأهب قصوى لاحتواء تأثيراتها الخطيرة على مرافق التنمية والخدمات العامة وصحة المجتمع.

ووفقا للخبراء فإن التغير المناخي يعد عاملا أساسيا في ازدياد العواصف الرملية والترابية، حيث أصبحنا نشهد تلاحقا غير مسبوق لموجات الغبار الشديدة العابرة للحدود، وتسارعا في وتيرة حدوثها، ما يستدعي على نحو خاص توعية المجتمع بالمخاطر الصحية والبيئية والاقتصادية التي قد تنجم عن هذه العواصف وسبل تجنبها، عبر اتخاذ إجراءات استباقية على جميع المستويات.

وإسهاما في تحقيق هذه الغاية، تنشر جريدة الأسرة العربية تقريرا عن العواصف الترابية.. أسباب نشوئها.. ومناطق تأثيرها.. وتداعياتها على الإنسان والتنمية..
وسبل تجنبها.. والمبادرات الوطنية والدولية للتصدي لها والحد من أضرارها.

كيف تنشأ عواصف الغبار؟

تعمل التيارات الهوائية الهابطة على المناطق الرملية والصحراوية، على إثارة الأتربة والرمال وحملها في طبقات الغلاف الجوي لتشكل غبارا متطايرا تسوقه الرياح إلى أماكن بعيدة أحيانا.

وفي العقود الأخيرة أسهمت ظاهرة التصحر وإتساع رقعة الأراضي المتدهورة وحركة الرمال في مناطق تدهور الغطاء النباتي، في تأجيج العواصف الترابية وشدتها وتواتر حدوثها.

وتسود ظاهرة العواصف الغبارية في الأقاليم الصحراوية الحارة، حيث يعرّف الباحثون هذه الظاهرة على أنها عبارة عن رياح شديدة السرعة محملة بذرات ترابية منقولة من قشرة الأرض السطحية المفككة، ويرتفع فيها الغبار إلى عدة كيلومترات فوق سطح الأرض، وتتدنى خلالها الرؤية الأفقية أو تكاد تنعدم.

 

أنواعها ونطاق تأثيرها

لا تؤثر العواصف الغبارية على بلد المنشأ فحسب بل قد يتعدى تأثيرها إلى الأقاليم المجاورة، حيث إن الغبار ينتقل أحيانا لمسافات بعيدة حسب قوة الرياح وقد يقطع آلاف الكيلومترات.

وهنا لابد من أن نفرّق بين العواصف الغبارية والعواصف الترابية والرملية،

فالعواصف الغبارية

تتمثل في حمل الرياح والتيارات الهوائية الصاعدة لذرات الغبار الدقيقة إلى طبقات الجو العليا وتكون أقل خفة ووزنا من الجزيئات الأخرى، فتسوقها الرياح إلى مسافات بعيدة تصل أحيانا إلى آلاف الكيلومترات

،أما العواصف الترابية والرملية

فجزيئاتها أكبر وأكثر وزنا، وبالتالي أقل ارتفاعا وعلوا عن سطح الأرض وتسوقها الرياح زحفا أحيانا، مشكّلة جدارا ترابيا عابرا لمسافات قصيرة قد تصل لبضعة كيلومترات.

وأوضح علماء الطبيعة والجولوجيا أن أسباب حدوث الظاهرة طبيعية ومنها بشرية، فطبيعيا مفهوم العواصف الغبارية والترابية مبني على شدة الرياح والتيارات الهوائية الهابطة على المصادر الرملية والصحراوية التي تعمل على إثارة الأتربة والرمال وحملها على علو من سطح الأرض

وتنشأ غالبا في المناطق الجافة وشبه الجافة ويساهم ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار مع الانخفاض الشديد في رطوبة الجو في زيادة نشاط انبعاث الأتربة والغبار، كما تنشط العواصف الغبارية والترابية عند وفرة الرمال والأتربة المنتشرة على مساحات كبيرة وزيادة ظاهرة الجفاف.. مشيرا إلى دور العامل البشري في تهيئة البيئة الملائمة لانبعاثات الأتربة والغبار، وذلك باستنزاف المياه والتعدي على الأراضي الزراعية للإستغلال السكني والصناعي وغيرها من الإنشاءات

النواحي الصحية

وتشير الدراسات إلى أن العواصف الغبارية تشكل خطرا شديدا على حياة الإنسان من الناحية الصحية، فهي تسبب الكثير من الأمراض مثل أمراض الربو وضيق التنفس والحساسية وأمرض العين بالإضافة إلى أضرارها على البيئة والنشاط الاقتصادي بصفة عامة، وقد اهتم علماء المناخ التطبيقي وعلماء الأرصاد الجوية كثيرا بظاهرة العواصف الغبارية وصنفوها كظاهرة مناخية سائدة في الكثير من مناطق العالم وبالأخص في المناطق الواقعة في الأقاليم الصحراوية الحارة.. مشيرا إلى أن الباحثين عرفوا ظاهرة العواصف الغبارية بأنها عبارة عن رياح شديدة السرعة محملة بذرات ترابية منقولة من قشرة الأرض السطحية المفككة، ويرتفع فيها الغبار إلى عدة كيلومترات فوق سطح الأرض، ويصل مستوى الرؤية في العاصفة الغبارية إلى أقل من كيلومتر واحد، وقد صنفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية العواصف الغبارية كواحدة من الظواهر المناخية المتكررة، ويتم رصدها بواسطة محطات الأرصاد الجوية وذلك لتعلق الظاهرة بما يحدث من تقلبات في الغلاف الجوي، كما اعتبرتها المنظمة من الكوارث

 

حلول ومبادرات وطنية

ويؤكد  لنا علماء  الطبيعة أهمية العمل على تقوية نظام الإنذار المبكر من العواصف الغبارية عبر تسهيل تبادل بيانات الغبار في المنطقة وتحديث شبكة محطات الرصد للتمكن من رصد الغبار آليا، ويرى أن التشجير عبر النباتات المحلية المقاومة للجفاف وحمايتها هي أنجع الطرق لتقليل تطاير الغبار، ومن الأولويات تشجير المناطق المعروف عنها أنها مصدر نشط للغبار في الجزيرة العربية.

الكثبان الرملية

وأشار الباحثون إلى أهمية السعي لتوسيع رقعة الأراضي الزراعية وعمل ما يسمى بالأحزمة الخضراء على المناطق المحاذية للمصادر الرئيسة للأتربة والغبار «الكثبان الرملية والصحاري»، بالإضافة إلى توعية الجمهور بكيفية التعامل مع الموارد البيئية والحفاظ عليها.

وفي هذا المسعى، تعمل هيئة البيئة على تعزيز التعاون على المستوى الدولي والإقليمي والوطني للحد من تأثير التغيرات المناخية والأنشطة البشرية غير المرشدة وإدارة الأراضي والمياه بصورة مستدامة، عبر تنفيذ المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين
شجرة في مختلف المحافظات للتقليل من التأثيرات المناخية ومكافحة التصحر، ولا شك أن تغير المناخ بفعل الإنسان والتصحر وتدهور الأراضي عوامل تلعب دورا في حدوث العواصف الغبارية والرملية، وتمثل الأخطار المرتبطة بالعواصف الرملية والغبارية تحديا هائلا أمام تحقيق التنمية المستدامة،

ولذلك تدعو الهيئة جميع الجهات المعنية إلى أهمية اتخاذ استجابات عالمية وإقليمية موحدة ومنسقة في مجال السياسات لا سيما لمعالجة مسألة تخفيف المصادر ونظم الإنذار المبكر والرصد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!