غير مصنف

وسيظل النيل يجري

بقلم المستشار نعيم ذكي خليل

المستشار / نعيم ذكى خليل.
المستشار نعيم زكى خليل

أعترفُ بأنَّنى لا أحبذ كلام السياسة كثيرا، إلاَّ بالمقدار  الذى يجعلنى كمواطن أتابع قضايا وطنى، وقضايا أمّتى. فى الفترة الأخيرة، نتابع جميعًا، باهتمامٍ بالغ، موضوع «سدّ النهضة»، لِما لهذا الموضوع من أهمية، لمصر، استراتيجيًا، ولأهميته فى حياة المصريين. منذ القدم، تُعرف «مصر» بأنَّها هبة «النيل»، وقد ازدهرتْ على ضفاف هذا النهر العظيم ذى الحيوية والأهمية الكبيرتيْن، أقدمُ وأعظم حضارة فى التاريخ الإنسانى، كما ذكر المؤرخ الإغريقى الشهير «هيرودوت»..

– أُفضِّل ألاَّ أدخل فى تفاصيل الموضوع، ولن أتحدث بلغة التصريحات السياسية والاتفاقات بين الدول والبيانات المتبادلة، غير أنَّ قضية سدّ النهضة باتتْ قضية أمن وسلام؛ وتبقى «مصر» بسياستها الحكيمة، تتحدث بلغة الاتفاق القانونى الملزم… ولن أزيد

إنَّ «النيل» هو هبة الله إلى المصريين، حيث كثيرٌ من البلاد يجرى عبرها «النيل»، لكنَّ النيلَ، لم يصنع ما صنعه بأرضِ «مصر»، لولا الإنسان المصرى العظيم، الذى احتفى بالنيل على طريقة أجداده، فسقى أرضه وروى زرعه، فارتوتْ الأرضُ العطشى وأنبتتْ خيراتِها، هبةً النيل

ولأنَّ حسب المؤرخ «جمال حمدان»، مصر الوطن تعنى عنصرىْ الأرض والشعب.

أعتقد، يجب التأكيد على أهمية استقرار الأمن المائى، لكلِّ من مصر والسودان والعالم العربى والقارة الإفريقية

إنَّ «النيل»، النهرُ التاريخى الذى يتدفق شمالًا فى شمال شرق إفريقيا، ويُعد أطولَ نهرٍ فى القارةِ الإفريقية، ويُعد تاريخيًا أَطولَ نهرٍ فى العالم، النيل مصدر حياة المصريين، هو أيضا مصدر إلهام للشُّعراء والمبدعين، على اختلاف أجيالهم وتنوّعهم

ليتَ الأطراف الأخرى، تعى أن المسألة تعنى الأمن، التاريخ والشرف.!

تلك مقومات الحضارة المصرية، منذ بدء التاريخ.

إنَّ «النيل»، الذى يُمثِّل تاريخ المصريين، ووجه مصر الحضارى، لم يكتفِ دورُه فى حياتهم، بذلك، فقط، بل أصبح متداخلاً فى كثيرٍ من سياقات حياتهم، الاجتماعية والسياسية، بل والنفسية، أيضا، إنَّه الوجه الحضارى لمصر، عبر العصور، من دوره فى حياة الفلاح المصرى، إلى انعكاساته على العقل المصرى عبر التاريخ، من خلال شعراء، وجغرافيين، علماء اجتماع وسياسيين، كما يجعل من «النيل»، ليس نعمةً طبيعية فقط، حبا اللهُ بها مصر، بل أصبح وجهًا للشخصية المصرية عبر التاريخ، وعبر الحضارة الإنسانية.

ويظل الشعراءُ أصدقَ مَنْ تغنّى بالنيل، مثل الشاعر الكبير «أحمد شوقى»، وآخرين، إنَّ النيل هو مصدر الحياة الأولى للمصرى القديم، يقول الفرنسى «فاندييه»: (إنَّ الماءَ فى الفكر الدينى المصرى القديم، يمثل عنصرًا أساسيًا، منه تخرج الحياة الجديدة، وإلى المحيط الأزلى تؤول الشمسُ وقت الشفق، لتبثَ فيه قوةً نشطة جديدة).

وسيظلُ «النيلُ» يجرى..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!