غير مصنف

رئيس التحرير يكتب.. الأحتلال الإعلامي لعقولنا

تصعد علي السطح بكثرة هذهِ الأيام أخبار حكايات وقصص إعلامية جوفاء لاطائل منها الا شغل الرأي العام وأستمرار تقديم التفاهات علي أنها معضلات والزيف علي انه واقع.. ويلعب الإعلام دور مريب منذ سنوات في تمرير ثقافة استحسان الرداءة واللعب بعواطف الجماهير والتأثير علي قدراتهم في النقد والتقيم والفرز والرؤية الحقيقية ..

أكبر الكوارث التى أصيبت بها المنطقة  خلال العقود الخمس الماضية هى الصحافة ، والاعلام ممثلا فى الاذاعة والتليفزيون
ساهمت الصحافة والاذاعة ثم التليفزيون فى عملية تغييب للوعى ، وتسطيح للفكر ، وترويج لقيم مغايرة للمجتمع ، وتلميع زائف لشخوص قليلة القيمة، وتغييب متعمد للقيم العليا وشخوصها فى المجتمع
طال هذا التزييف وتسطيح الفكر كافة نواحى الحياة ، السياسية والاجتماعية والفكرية والفنية
وفى ظل هذا التزييف طُمرت قيم ، ودفنت ارقى عناصر المجتمع ، وارتفعت اراجوزات ، وتم تسليط الاضواء على القيمة المنخفضة وتلميع عديمى القيمة
حتى اصبحت القدوة والقيمة مقصورة على الفروع لا الاصول ، وعلى لاعبى الكرة والفنانين ، لا العلماء والمفكرين ، وعلى الصوت الجهورى العالى اللااخلاقى لا على الاخلاق والاستقامة ، وتم عكس المفاهيم وقلبها لتصبح الفهلوة شطارة والعلم تعقيد وثقل دم ، ثم انحدر الحال ليصبح اللصوص سادة المجتمع ومحترميه وقدوة الشباب فيه ، واصبحت قيمة الاحترام ممجوجة ، واستبدل الاحترام بالاراجوزية والتنطيط والكذب والتدليس

حتى اضحت منتديات مواسم الكذب تحظى بالاهتمام ، وكلما كان الكذب والتدليس واسعا كلما حظى صاحبه بالاعجاب مثل تصريحات المسئولين ، واعضاء المجالس البرلمانية فى مواسم الانتخابات

صحافة  تلنصف قرن الأخير  تتحمل الجزء الاكبر فى هذا الانقلاب المجتمعى والتدهور الذى اصاب الحياة فى مصر  والمنطقة العربية والانقلاب القيمى الذى اخلى المواطن  من كل قيمة ، فأصبحنا كالفرخة المخلية تؤكل بسهولة ويسر
ومثلما اصبح منصب الوزير والسياسي  مركزا للكذب ، ومؤهلات صاحبه الناجح ان يكون أراجوزا ، كذلك اصبحت ممارسة مهنة الصحافة وبفعل التراكم الزمنى منذ الستنيات  وحتى الان مقيدة بممارسات وفكر التدليس والمراوغة وكيفية خداع القارئ  والمتلقي ، حتى اضحت هذه هى اصول مهنة الصحافة لدينا وكلما كان الصحفى اكثر كذبا وتدليسا ، كلما صعد اسمه ولمع ونجح
لذا فالمواطن العربي   المعاصر  مسكين ، لم ير صحافة حقيقية ولا
صحفيين حقيقيين ، لأنه اختمر فى ذهن صحفيي  عصر التفاهات فأعتقد ان ما يمارسونه هو الصحافة فعلا
ومازالت الصحافة والصحفيين على نفس الدرب فى انحيازهم الأصيل والفطرى  للدولة والحكومة، علي حساب الحقيقة  حتى أُطلق عليهم “الدولجية ” وهم يتلمسون اى انجاز هش ومخادع للتبرير للحكومة والدولة الكوارث التى ترتكب يوميا بحق  الوطن
أكاد اجزم ان رائحة صحافة ماقبل التفاهات لم تتواجد الا في عدد قليل جدا من الصحف تم أغلاقها أوالتأمر عليها

ان جريمة الصحافة والإعلام فى الاعتداء على فكر المواطن  وقلب قيم المجتمع واضعاف مناعة المواطن فى الانتماء ، جريمة تفوق اى احتلال  بكل جرائمه التى ارتكبها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!