مقالات الرأى

صفوت عمران يكتب: 15 نصيحة لكي تعيش في تلك الدولة اللاتينية .. إحدى جمهوريات الموز سابقاً!!

بقلم الكاتب الصحفي صفوت عمران نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية 

عزيزي القارئ .. مهم جداً الإطلاع على تجارب الآخرين .. واليوم أنقل لك جزءاً مما يحدث في إحدى بلاد أمريكا اللاتينية التي كان يطلق عليها «جمهوريات الموز»، هناك في تلك البلد البعيدة لكي تأخذ حقك أو تأخذ الذي ليس من حقك، عليك معرفة ما يدور حتى لا تعيش مقهور أو تضطر للهجرة .. ولديك 15 نصيحة:

1- في تلك البلد اللاتينية .. لازم تكون إبن رجل «غني جداً» أو «صاحب سلطة» .. «عشان تعرف تدخل مدرسة اللي أنت عايزها، والفلوس لوحدها مش كفاية لو والدك مش منصب مهم .. أنت هتحتاج توصية من واسطة كبير مش أقل من مستشار أو مسئول في جهة مهمة عشان يقبلوك في المدرسة»، كمان لازم تكون إبن رجل «غني جداً» أو «صاحب سلطة» .. «عشان تعرف تغش في الثانوية العامة» في «مدرسة أولاد الأكابر اللي دخلتها من صغرك أو تم تحويلك ليها قبل الامتحانات بأسبوع» أو « متتعبش نفسك وتجيب من الأخر، وتزور نتيجة الثانوية العامة، وأنت قاعد في بيتكم من داخل كونترول الوزارة .. وتجيب مجموع الكلية اللي انت عايزها.. ومش مهم لو سرقت نتيجة طالب مجتهد وخدتها لنفسك».

2- في تلك البلد اللاتينية .. لازم يكون والدك «معاه فلوس كتير» أيا كان مصدرها «تجارة مخدرات .. تجارة سلاح .. آثار.. مقاولات .. استيلاء على أراضي الدولة .. نهب مال عام .. رشاوي .. تربح واستغلال نفوذ»، «علشان تدخل الكلية الخاصة اللي انت عايزها»، بل أنه في بعض الجامعات «لازم تدفع رشاوي للموظفين في الجامعة غير رسوم الكلية عشان يكون ليك أولوية في الدخول» .. يعني «فلوس الكلية المعلنة رسمياً لوحدها مش كفاية في ناس تانية بتسترزق .. وده موسم .. شخلل جيبك ربنا يعمر بيت والديك».

3- في تلك البلد اللاتينية .. لو أنت «مش إبن واسطة كبيرة» أو «قريبك واسطة كبيرة» لازم يكون معاك مليون أو أكتر «عشان تلاقي واسطة كبيرة» تدخل بها أي كلية عسكرية أو شرطية .. «غير كده يبقى سامحني، فجأة هتلاقي فيك أمراض أنت متعرفش عنها حاجة وفجأة هتكتشف أنك قصير، ويظهر عندك تقوس أنت متعرفش عنه حاجة، وفجأة تكتشف أن سنانك اللي عمرك ما اشتكيت منها مسوسة .. وعيونك اللي 6/6 بقيت شيش بيش .. المهم هتطلع يعني هتطلع» .. «الواسطة» قبل كل حاجة هناك، وحسب حجم واساطتك هتتقدر، حتى لو كان عندك ثقب في القلب أو قصر في النظر أو تقوس» .. و «مفيش مانع نسبة 2% يدخلوا من غير واسطة .. دول عشان نطلعهم قدام الكاميرات ونلاقي حاجة نكدب بيها الكلام اللي فات كله».

4- في تلك البلد اللاتينية .. في الجامعة لو أنت إبن دكتور أو والدك العميد أو جوز امك رئيس الجامعة فأنت عبقري.. و «مفيش منك اتنين»، ولازم تاخد 100% في أغلب المواد ولا تقل عن 95% في كل المواد «عشان تطلع دكتور في الجامعة، ذي بابا .. يا روح بابا .. اللي هو برضه هيجامل إبن اونكل عشان يطلع دكتور ذي اونكل، واللي يفلت من ولاد عامة الشعب ويتاخد معيد لازم يبقى خبر ينشر في وسائل الإعلام بسبب غرابته» .

5- في تلك البلد اللاتينية .. «دخول النيابة وسلك القضاء» له شروط كثيرة، منها شرط غير معلن وهو: «لازم الأبوين يكونوا مؤهل عالي» رغم أن نسبة الأمية في تلك البلد بسبب الفساد وفشل التعليم عالية جداً، «بس لو انت معاك فلوس وفلوس كتيرة ممكن ننسى الشرط الخفي ده وابنك يبقى وكيل نيابة عادي .. المهم تدفع المعلوم» .. التقارير بتقول أن «البلد دي فيها كمية قضاة دخلوا السلك القضائي بالرشوة متعدش، عشان كده معدل الفساد بين القضاه هناك ارتفع جداً جداً».

6- في تلك البلد اللاتينية .. عايز تبقى «عضو في البرلمان» لازم يكون معاك على الأقل من «20 إلى 30 مليون » .. «مش مهم» جايبهم منين «تجارة المخدرات .. تجارة السلاح .. بيع الآثار .. الاستيلاء على الأراضي .. نهب المال العام .. الرشاوي» .. «مش مهم» .. المهم أن معاك «الفلوس اللي بيها تشتري الكرسي وتشتري اصوات الناخبين وتشتري المشرفين على الانتخابات» .. الخلاصة: خايف تترشح عشان معكش مؤهل دراسي، ولا يهمك يتوجد، مدخلتش الجيش وخدت شهادة التجنيد بعد ما تخطيت السن، ولا يهمك اعتبر نفسك دخلت واديتها قدوة حسنة» الموضوع بسيط «بفلوسك الكل خدامك.. من غيرها وفر كلامك»، .. الخلاصة: «معاك فلوس بغض النظر عن مصدرها تبقى نائب!!» .. ولا تشغل بالك، «دول محترفين تزوير وتحويل الباطل لحق والورق ورقنا والدفاتر دافترنا».. و «يا عمنا بعد إعلان النتيجة .. هيص واكدب براحتك» وقول: «أنا نمبر ون» .. هو حد هيعد وراك؟!، وقول: « انا نجحت بحب الناس» .. هو حد هيراجع وراك؟!.

7- في تلك البلد اللاتينية .. عايز توصل لـ«أي منصب» حتي لو أنت «أهبل وبرياله وملكش في الشغلانه».. ولا يهمك .. تبدأ حياتك «عصفورة تبلغ عن زمايلك واصحابك الجهات الأمنية وتكتب تقارير فيهم بالباطل» وكمان «تشارك في أي سرقة أو نهباية وتكون مشروع فاسد صغير .. شوية بشوية تترقى وتبقى قذر وفاسد كبير ومالي هدومك .. يعتمد عليه» … وأي حاجة تحصل حتى لو غلط تقول: «كويس .. جميل .. هايل» .. ولازم تنافق أي مسئول أعلى منك وتمدح أي حد صاحب قرار … ولو أطلب منك تبيع أبوك تبيعه فوراً.. ولو أطلب منك تشتم أمك تشتمها .. «المهم متنساش في كل جملة تتكلم عن الشرف والنزاهة وتحلف علي كتاب الدين» .. ولو عملت في حد «اسفين» ، ولا يهمك هاته واحلف برحمة أبوك أنه حبيبك واحلف له على الإنجيل.. تلك البلد كلما كانت عليك بلاوي وعلى رأسك بطحة تحصل على منصب مميز .. المهم تسمع الكلام وتبقى تحت السيطرة.. وميبقاش قرارك من رأسك .. والمهم تنفذ ما يُملى عليك.

8- في تلك البلد اللاتينية .. «مدير مكتب المسئول» أهم من المسئول.. «مزاج المسئول الخاص» أهم من الشغل ذاته.. بل أحياناً تكون «زوجة المسئول» أهم من المسئول.. عشان كده لازم ترضيهم عشان توصل .. ولازم تبقى خدام وتقول: «حاضر ونعم»، .. إنما هتقول: «علم ومنطق ودراسات .. صح وغلط .. ينفع ومينفعش».. يبقى «يا ويلك يا سواد ليلك … انت منبوذ منبوذ» .. «ولو ملقيوش حاجة يبعدوك بيها» هيكتبوا على ملفك: «ليس تحت السيطرة» جملة قادرة على إغلاق كل الأبواب في وشك .. وإبعادك عن أي موقعه تستحقه .. ولو عايز تفتح الأبواب مرة أخرى لازم تلجأ مجدداً إلى شفاعة سلاح المال أو السلطة أو الاثنين معاً.. مرة تانية دول وحدهم القادران على إعادتك للمشهد.. تحت شعار: «كله بالحنيه بيفك.. المهم تقبل أن تكون خدام وتنسى موضوع الاستقلال التام».

9- في تلك البلد اللاتينية لو أنت إرهابي أو بتدعم الإرهاب يمكن إخفاء ملفك بالكامل وكأنه لم يكن، وممكن كمان تأخذ منصب حسب رضا صناع القرار عنك، مثلاً تبقى عضو في البرلمان أو تخلي إبنك عضو مجلس إدارة نادي شهير أو تجيب صبي من صبيانك وزير في الحكومة أو يعملوا شراكة معاك في مصنع كبير .. أو غيرها من المواقع .. المهم .. «يكون معاك المال الوفير اللي بنشتريلك بيه كل ده.. عشان هنا مفيش حاجة ببلاش، لكن بفلوسك هنخلي الإرهابي من رجال الوطن وحراس الوطنية».

10 – في تلك البلد اللاتينية أقتل براحتك أو اغتصب براحتك أو تاجر في الممنوعات براحتك أو شم مواد مخدرة براحتك .. خالف القانون براحتك .. بشرط: «يكون معاك فلوس عشان تشتري براءتك وتحصل على العفو» … وطبعاً «لكل تهمه سعر واعتقد أننا مش هنختلف… المهم شخلل جيبك يا ابوالمفهومية.. البلد بلدنا والورق ورقنا .. ونقدر نخلي الحرامي رجل بر وإحسان، والقاتل نديله عفو رئاسي، وتاجر الآثار أو المخدرات أو السلاح نائب في البرلمان، وحتى لو بتشم هروين أو بتتعاطي حشيش وترامدول وغيرها متخفش نقدر نخلي تقريرك الطبي صاغ سليم، المهم تفتح مخك».

11- في تلك البلد اللاتينية لو أنت صعلوك أو بلطجي أو أمي أو فاشل ممكن نخليك رجل اعمال وملياردير المهم تقبل انك تكون واجهة لـ«مافيا البيزنس السري» ويكون «الورق كله باسمك»، لكن في الواقع «هتاخد نسبة من المكسب وحماية قانونية»، وبعدها ممكن «تبقى الحج فلان أو النائب علان» وغيرها من المناصب.. وطبعا «النسبة دي تعيشك ملك.. ونحولك من صعلوك إلى واحد من الأثرياء وأصحاب النفوذ» .. «هنضربلك شهادة التجنيد، وهنزورلك ورق شهادة دراسية ولو عايز تاخد دكتوراه فخرية مفيش مانع، حتى لو أنت متعرفش تفك الخط».

12- في تلك البلد اللاتينية .. لو أنتِ فتاة ليل أو معمول لكي محضر دعارة أو قضية آداب، أو بتقضبي من منظمات أجنبية مشبوهة، قد تصبحين فجأة عضوة في البرلمان أو عضوة في مجلس حقوق الإنسان أو مجلس المرأة أو مذيعة في قناة معروفة أو مسئولة في مكان كبير، وتتحولين إلى سيدة مجتمع.. المهم: «مفيش حاجة ببلاش ولا مجاناً».

13- في تلك البلد اللاتينية .. «ممكن تأخذ شهادة دكتوراه وأنت دبلوم.. ممكن تبقى مهندس وأنت ممعكش الابتدائية.. ممكن يتم منحك أي شهادة تعليمية أنت عايزها المهم يكون معاك مهرها وسعرها.. المهم تفتح مخك».

14- في تلك البلد اللاتينية .. «ممكن تكون نصاب وتقول أنا رجل أعمال وتلهف ملايين من المواطنين.. ممكن تبقى مستريح وشركة توظيف أموال برعاية بعض رجال الدولة وبعض رجال الجهات النافذة، وتسرق اموال الناس بحماية من هؤلاء المسئولين الغامضين .. المهم متاكلش لوحدك وتراضي الحبايب وأولهم رجال الجهات ديه وإلا يكون التمن رقبتك.. يعني طول ما انت خدام سيدك .. هتاكل عيش وبقلاوه.. يوم ما تفكر تلعب لوحدك تبقى نهايتك يا حلو».

15- في تلك البلد اللاتينية عصابات المخدرات والسلاح وغيرها من التجارات الممنوعة دولياً، تعمل تحت رعاية الجهات الأمنية، تلك الجهات تحصل على نسبة من الأرباح .. «عشان كده التجارة دي شغالة من نار ومش هتنتهي أبداً تحت شعار: حاميها حراميها».

مشاهد كثيرة في تلك البلد تتكرر بشكل واضح .. بسبب انتشار الفساد والرشوة والمحسوبية.. وتغلل نفوذ المال والسلطة حتى بات من لا يملك المال والسلطة ولا يعرف طريق التزوير والفساد، عملة نادرة، ويمكن صناعة تماثيل لهم .. إنما الواقع أن الكفاءات والخبرات والشرفاء ورجال القيم والأخلاق الحميدة، وأصحاب العقول المميزة هم من يعانون الإقصاء والتهميش في هذه البلد، وربما يتعرضون لحروب شرسة تبدأ بالتضييق وقطع الأرزاق وتصل أحياناً إلى السجن، بينما رجال وسيدات الفساد متعدد الأبعاد يبرطعون في جميع مؤسسات ومكاتب تلك البلد اللاتينية،. فهناك لا ترى اللصوص ليلاً على أسوار المنازل ولكنك تراهم نهاراً يجلسون على المكاتب الفخمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!