غير مصنف

المستشار نعيم ذكي يكتب..البابا شنودة وأحمد الجعلي دكتوراة في التاريخ والشجون

شجون وحكايات أثارها فينا اليوم اللواء أحمد الجعلي مساعد وزير الداخلية خلال مناقشة رسالته الدكتوراة بجامعة عن شمس عن الأيقونة المصرية التاريخية البابا شنودة ..دراسة تاريخية
فقلما يجود الزمن بشخصية عظيمة مثل شخصية قداسة البابا شنودة الثالث، فهو رجل مصرى بمعنى الكلمة، رجل عاشق لتراب هذا الوطن وتاريخه، والحقيقة فإن الكتابة عن شخص البابا شنودة صعبة، فمن الصعوبة أن تجمل حياة مثل حياة قداسةالبابا شنودة فى سطور قليلة، وهو ما يحتاج إلى صفحات كثيرة. فمقال واحد لا يكفى للتعريف به، بل يحتاج إلى مقالات لإلقاء الضوء على حياته وأعماله الكثيرة.

ولد نظير جيد (قداسة البابا شنودة فيما بعد) يوم 3 أغسطس 1923 بقرية سلام بمحافظة أسيوط، ثم انتقل إلى دمنهور ليدرس فى مدارسها، ثم مدارس شبرا إلى أن التحق بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً) وحصل على الليسانس بتقدير ممتاز عام 1947، ثم التحق بالكلية الحربية ليتخرج منها عام 1948، وكان الأول على دفعته، ثم رسم راهباً باسم أنطونيوس السريانى فى 18 يوليو 1954، ثم أسقفاً للتعليم 1962، ثم بطرياركاً للكرازة المرقسية 14 نوفمبر 1971.

فمنذ جلوس قداسة البابا شنودة الثالث على كرسى مارمرقس، وقداسة البابا يقوم بدور عظيم فى تنمية دور الكنيسة الروحى فى حياة الأقباط بدءا من سن الطفولة، وذلك من خلال نشر مدارس الأحد فى الكنائس والجمعيات واجتماعات الشباب واجتماعات الأسرة فى كل كنيسة. كما اهتم قداسة البابا بالفقراء وجعل لهم خدمة هى خدمة إخوة الرب فى كل كنيسة، فبالإضافة إلى خدمة الكنيسة الروحية للجميع، فهو لا ينسى احتياجات أبنائه المادية من أكل وشرب وتعليم، وفى بعض الحالات تسديد الديون لمن تعذر عليه ذلك. وأيضاً للكنيسة دور فى خدمة الوطن من خلال زرع الانتماء وحب الوطن فى قلوب ونفوس الأقباط، فالأقباط الذين يهاجرون لأول مرة ينتظرون أول فرصة لزيارة مصر، وأيضاً تجلى ذلك فى حرب 1973 عندما قام الأقباط بإرسال بطاطين ومعدات طبية إلى الجيش، وقد وجهت لهم الدولة الشكر على وقوفهم إلى جانبها.

كما شهدت الكنيسة فى عهد قداسة البابا شنودة نمواً كبيراً فى عدد الكنائس فى المهجر، فى أوروبا وأمريكا وأفريقيا وآسيا وأستراليا. فقد انتشرت الكنائس فى أماكن تركز الأقباط المهاجرين، وهذه الكنائس تعمل على ربط الجيلين الثانى والثالث للأقباط الذين ولدوا هناك وتعليمهم اللغة العربية والثقافة المصرية حتى لا يذوب هؤلاء الذين ولدوا فى ثقافة البلاد التى يعيشون فيها.

أما دور قداسة البابا الوطنى فهو محل إعجاب غالبية المصريين والعرب، مسلمين قبل المسيحيين، فمواقف قداسة البابا الوطنية كثيرة، فالبابا عاشق لمصر وترابها، ولعل مقولته الشهيرة (إن مصر ليست وطناً نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا) تعبير عن مكنونات نفس تهيم حباً فى تراب هذا الوطن. فمن مواقف البابا الوطنية تفقده القوات المصرية ورفع الروح المعنوية للجنود قبل حرب 1973، والتى خدم فيها كضابط فى الكلية الحربية.ورفض التطبيع مع إسرائيل من اللحظة الأولى لتوقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، واصطدم مع الرئيس السابق أنور السادات ودفع الثمن لموقفه هذا. كما رفض التدخل الخارجى فى الشؤون الداخلية تحت حجة حماية الأقباط من الاضطهاد، فهو يؤمن أن المشاكل بين الإخوة لا يمكن أن تحل إلا من خلال الحوار وعلى مائدة الحوار المصرية، وهو سار ويسير على نهج أسلافه من البطاركة فى رفض التدخل فى شؤون مصر الداخلية، وأيضاً رفض قداسة البابا زيارة الأقباط للقدس إلا بعد تحريرها من الإسرائيليين ولن يدخلها إلا والمسيحى فى يد أخيه المسلم.
مبروووك للدكتور أحمد الجعلي رسالته ..حمي الله مصر بالرجال المخلصين المحبين وقدس الله روح الرمز الوطني البابا شنودة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!