مقالات الرأى

عبد المحسن سلامة يكتب للأسرة العربية

 

عبد المحسن سلامة يكتب

 

الهاربون.. وعلامات الاستفهام الكبرى!

 

تظل قضية اقتحام السجون، وتهريب المسجونين يوم ٢٨ يناير ٢٠١١ علامة استفهام كبرى حول من قاموا بذلك، وأهدافهم، وما علاقة ذلك بقيام ثورة من عدمه؟.. ومن المسئول عن محاولة نشر الفوضى، وترويع المواطنين، وضرب الدولة المصرية فى مقتل حتى لا تعود مرة أخرى؟

خلال احتفالات عيد الشرطة عرضت وزارة الداخلية فيلما تسجيليا عن تلك الأحداث بعنوان «العودة»، يحكى قصة محاولات كسر الشرطة المصرية، وما حدث من اقتحامات للسجون، والاعتداء على الأقسام، والمراكز، وتهريب أكثر من ٢٣ ألف مسجون عاثوا فى محافظات مصر المختلفة فسادا حتى نجحت الشرطة، وعلى مدى عدة سنوات، فى إعادة أكثر من ٩٥٪ منهم إلى السجون مرة أخرى.

تجربة مريرة كلفت الدولة المصرية، وشعبها الكثير والكثير من حيث نتائج الفوضى، وغياب الأمن، وعدم الاستقرار، أو من حيث التكلفة الاقتصادية الباهظة التى بلغت أكثر من ١٢٠ مليار جنيه.

عودة الشرطة كانت بمفهوم مختلف، كما أشار الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال احتفالات أعياد الشرطة، لأن تلك العودة كانت على أسس مختلفة، وبطريقة مخططة، وعلمية تمنع حدوث تلك الكارثة مرة أخرى.

عادت الشرطة طبقا لأحدث المعايير العلمية العالمية، حيث تم إصلاح السجون، والمراكز، والأقسام بشكل يمنع تكرار تلك الكارثة مرة أخرى، وهو ما تحملته خزينة الدولة، وكلفها مبالغ طائلة.

ما حدث فى الشرطة حدث فى مختلف قطاعات الدولة، حيث بلغت خسائر الاقتصاد الوطنى أكثر من ٤٥٠ مليار دولار، وهى مبالغ فوق طاقة الاقتصاد الوطنى، لكنها ضريبة قاسية دفعتها الدولة المصرية، وظهرت أعراضها على الاقتصاد الوطنى فى الفترة السابقة، ولاتزال آثارها ممتدة حتى الآن.

رغم كل ذلك نجحت الدولة فى التحدى، واقتحمت المشكلات بكل جرأة، وكان قرار الدولة المصرية هو معالجة كل المشكلات من جذورها حتى لا تتكرر الأزمات مرة أخرى.

صحيح أن الفاتورة باهظة، والأعباء ثقيلة، لكن ما يُطمئن هو صلابة الدولة المصرية، ونُضج الشعب المصرى، وهو ما أشاد به الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة، وأكده خلال احتفالات عيد الشرطة، مما يشير إلى استيعاب المواطن المصرى الدرس جيدا مهما تكن قسوة الظروف، والتحديات.

فى المقابل، فقد جاءت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى قوية، وواضحة، ومطمئنة بأن الأزمة الاقتصادية الحالية فى طريقها للحل بشكل نهائى، بحيث لا تتكرر مرة أخرى مستقبلا- إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!