غير مصنف

القبطان طارق ابو شقرة يكتب..مارسيلو بيلسا وإصلاح الكرة المصرية.

 

كرة القدم بالنسبة لنا نحن المصريين،كالماء والهواء والغذاء. هي شيئ ضروري لنا،شيئ هام لا يمكننا الإستغناء عنه .
كيف لا ونحن أبطال القارة الأفريقية سبع مرات،وأنديتنا الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمقاولون العرب ،أكثر الأندية في الفوز ببطولة كأس أفريقيا لكرة القدم.
كما أننا وصلنا إلى كأس العالم ثلاث مرات.
كل تلك الأسباب تجعل كرة القدم لعبة شعبية أولى عندنا.
فعندما يفوز منتخبنا الوطني ،نشعر بحالة كبيرة من الإنتعاش والسعادة،وعندما ينهزم منتخبنا الوطني نشعر كأن ” يوم القيامة” قد جاء وحل علينا.
لهذا أدركت ” حكوماتنا المتعاقبة” أهمية كرة القدم بالنسبة لشعبنا وخاصة ” الحالة المزاجية لشعبنا”.
فلو منتخبنا فاز سوف تكون الحالة المزاجية لشعبنا جيدة مما يشجعها على أخذ إجراءات مشددة وقرارات تقشفية،كفرض ضرائب جديدة،أو إرتفاع أسعار بعض الخدمات كالبنزين والسولار والعيش.
أما إذا منتخبنا خسر لا سمح الله،فحكومتنا ” الرشيدة” لا تتجرأ وتأخذ مثل تلك الإجراءات خوفا من الحالة النفسية السيئة التي يكون عليها شعبنا في حالة الخسارة.
هذا إن دل فإنه يدل على تأثير تلك اللعبة على حال أفراد شعبنا.
الأن في الوقت الحاضر ،حال كرة القدم المصرية ” حالها لا يسر عدو ولا حبيب” على رأي المثل.
فللأسف لم نفز ببطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت مؤخرا في الكاميرون وحصلنا على المركز الثاني،ولم نتأهل إلى كأس العالم في قطر 2022م،ولم يستطع النادي الأهلي نادي ” القرن الأفريقي” الفوز ببطولة أفريقيا لكرة القدم لأبطال الدوري للأندية الأفريقية وإكتفائه بالوصافة.
كل ذلك حدث بسبب التخبط في أخذ القرارات المناسبة والملائمة للكرة المصرية.
فالكرة المصرية تمشي بسياسة ” سمك،لبن،تمر هندي”،كل يغني على ليلاه،كل يمشي علي هواه.
للأسف نحن لا نضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
فمع إحترامنا الشديد ” لجمال علام” رئيس إتحاد كرة القدم المصرية ،هل هو كان لاعبا شهيرا في منتخبنا؟
هل كان مدربا شهيرا في أنديتنا؟
كيف يكون رئيس إتحاد كرة القدم المصرية،وهو لم يكن لاعبا ولا مدربا؟
في إعتقادي المتواضع يجب أن يكون رئيس إتحاد كرة القدم من ” المطبخ الكروي”،أي يكون لاعبا أو مدربا أو إداريا فنيا على أعلى مستوي.
ثانيا: لإصلاح حال الكرة المصرية ،يجب علينا الإهتمام بأندية الأقليم،خاصة الأندية ” الجماهرية”.
كالإسماعيلي والمصري والإتحاد والمحلة والسويس.
فللأسف الدولة مهتمة بأندية القمة ” الأهلي والزمالك” وأندية الشركات على حساب الأندية الجماهرية الأخري.
ثالثا: أين دور ” الكشافين” ،الكشافين الذين يكشفون عن مواهبنا ” المدفونة” فى ملاعب الكرة المصرية.
تلك ” الدرر والجواهر” التي تمتاز بها أمتنا المصرية عن غيرها من الأمم.
مثل الكشاف ” محمد أفندي ناشد” الذي قرر الذهاب لكل ركن من شوارع مصر من أجل تجميع أفضل اللاعبين عام 1985 لمواجهة المنتخب الإنجليزي.
رابعا: علي الإتحاد المصري لكرة القدم العمل على إنتظام المسابقة.
فالدوري الإنجليزي مثلا ،ميعاد إقامته معروف وميعاد نهايته معروف أيضا.
لهذا هو ” أقوي دوري في العالم” ،فلنتعلم منهم.
خامسا: علينا الإهتمام بقطاع الناشئين،فنحن نري منتخبات كنيجيريا وغانا والكاميرون،دائما تبدع في كأس العالم عندما تذهب هناك،وذلك يرجع لإهتمامها الفائق بقطاع الناشئين لديها.
فإهتمت بتربية نشئها على فنون لعب كرة القدم مما كان له الأثر الفعال في نتائج منتخباتها الكبيرة.
سادسا: أين جماهير مصرنا الحبيبة،إن ” زئير جماهير منتخبنا المصرية” لهي كفيلة بإرعاب أي منافس،كما أنها تعمل ” وقود ” لشحذ همم لاعبينا.
ف ” الجمهور” في كرة القدم ” كالملح ” في الطعام ،فنحن لا نستطيع الإستغناء عن الملح في الطعام.
وأيضا لا يستطيع لاعبينا أو مشاهدينا الإستغناء على الجمهور.
لهذا يجب العمل علي إعادة الجماهير لملاعبنا المصرية،” سلاح” يجب أن لا نحرم منه.
سابعا: علينا العمل على تحسين منظومة ” التحكيم”.
فلا يعقل بعدما كان حكامنا يتصدرون المشهد في المحافل الدولية،كحكمنا الدولي ” علي قنديل” وحكمنا ” محمود مصطفي كامل” ،وحكمنا ” جمال الغندور” وحكمنا ” عصام عبد الفتاح” وأخيرا حكمنا ” جهاد جريشة”.
الأن لا يوجد لدينا حكم في بطولة كأس العالم 2022م التي سوف تقام في قطر،بالله عليكم هل هذا يعقل؟
ثامنا: علينا العمل على إحضار مدرب عالمي من ” الوزن الثقيل” .
مدرب يعيد للكرة المصرية هيبتها وسمعتها ” العالمية” .
يعيد لها ” بريقها” الذي إختفي نتيجة سوء التخطيط والإدارة.
مدرب يخرج الكرة المصرية من حالة ” الخمول والكسل” إلي حالة ” التجدد والنشاط”.
لهذا أنا أرشح المدرب الأرجنتيني العالمي ” مارسيلو بيلسا” لقيادة دفة منتخبنا الوطني في الفترة القادمة.
فهو مدرب معروف عنه عشقه الجنوني ” للكرة الهجومية” ،فهو يلعب كرة هجومية شيقة.
حيث أن أسلوبه يعتمد على محورين،المحور الأول يعتمد على كسب الكرة من الخصم،والمحور الثاني كسب خلق ” مرتدات” سريعة في ثلث دفاع الخصم ،وهذا النوع من الضغط يتطلب مشاركة جماعية من قلب الدفاع إلي قلب الهجوم لكسب الكرة من الخصم.
لهذا نري أن ” مفتاح” تلك الطريقة يتطلب مدي قرب اللاعبين من بعضهم عندما يقومون بالضغط علي خصمهم.
وأيضا يتطلب ” لياقة بدنية وذهنية” عالية.
هذا المدرب ساهم في حصول منتخب الأرجنتين علي الميدالية الذهبية في أوليمبياد أثينا عام 2004م.
كما إنه فاز بالمركز الأول مع نادي ليدز يونايتد الإنجليزي وحصل معه على المركز الأول في دوري الدرجة الأولي.
وعندما طلع معه دوري الدرجة الممتازة،قدم معه عروضا جميلة نالت إعجاب جميع المدربين بما فيهم المدرب الألماني ” يورغن كلوب” مدرب نادي ليڤربول الإنجليزي.
كما أنه وراء تطوير أداء منتخب تشيلي ورفع ترتيبه عالميا ،خصوصا أنه قام تدريبه لمدة أربع سنوات من 2007حتي 2011 م.
وقد تطور أداء المنتخب التشيلي في عهده تطورا ملحوظا وكبيرا سواء علي المستوي البدني أو المستوي التكتيكي.
ويعتبر” مارسيلو بيلسا” هو ” الأب الروحي” لكثير من مدربي الكرة العالمية.
” ففيلسوف ” الكرة العالمية ” جارديولا” يعتبر بيلسا هو أستاذه في التدريب ويصفه جوارديولا بأنه أفضل مدرب في العالم.
كما قال عنه ماوريسيو بوتشينيو مدرب توتنهام السابق ومدرب باريس سان جيرمان الحالي ” إن مارسيليو بيلسا مثل والدي في كرة القدم،نحن جيل من المدربين الذي كنا تلاميذه ،أعتقد أننا جميعا أخذنا منه كيف يستمر شغفنا بكرة القدم.”
وتأثير مارسيليو بيلسا لا يقف عند المدربين ذوي النزعة الهجومية فقط ،بل أيضا يشمل المدربين ذوي النزعة الدفاعية أيضا.
فها هو المدرب الأرجنتيني ” ديجو سيموني” الذي يعتبر أبرز المدافعين الدفاعيين في العالم قال عنه :” لقد علمني أكثر من غيره”.
وقال عنه ” أليكس سانشيز” لاعب مانشستر يونايتد السابق والذي تدرب علي يد مارسيايو بيلسا عندما كان لاعبا في منتخب “تشيلي” :” لقد تعلمت الكثير منه وبفضله أصبحت ما أنا عليه الأن ،أكثر شيئ أتذكره عن بيلسا ،هو العقلية التي يحاول أن يعطيها للاعبين”.
هذا رأي بعض المدربين واللاعبين العالميين عنه.
لهذا أنا أرشح للإتحاد المصري لكرة القدم هذا المدرب ” الكفؤ”.
إن كرة القدم المصرية شعبيتها كبيرة،ليست للشعب المصري فقط ولكن للشعوب العربية والأفريقية أيضا،لتاريخها المتميز الكبير.
لهذا ” إتقوا الله فيها “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!